الجمعة، 11 يناير 2013

العاصفة 'أولغا' وجواز السفر الفلسطيني

'أولغا'، أصبح اسم العاصفة التي ضربت بلاد الشام ووصل مداها إلى مدينة الإسكندرية . قبل آخر يوم من عمر العاصفة القادمة من روسيا اكتسبت اسماً. وفيما سبق هامت العاصفة على وجهها تضرب الفقراء بعنفها دون أن يكون لها نسب. تماثلت بلادنا مع البلدان الراقية ولأول مرة يصبح للعاصفة اسماً، إنما بعد حلولها بأيام. هو تماثل محدود جداً، أما الاحتراز من أثار تلك العاصفة فلم يكن له وجود في خطة عمل الحكومات.
من لبنان، إلى سوريا، الأردن، فلسطين وصولاً إلى سواحل المتوسط في مصر تعطلت الحياة. شردت عائلات، زهقت أرواح، واقتلعت خيم النازحين السوريين، وفرضت 'أولغا' نفسها خبراً أول على الشاشات المحلية في بلاد الشام وصولاً إلى فرض الخبر نفسه بقوة على الفضائيات العربية. إلى قلب العاصفة التي ضربت لبنان ذهب المراسلون. تحدثوا من أعالي الجبال المكللة بالأبيض. وغرق بعضهم في سيول حي السلم الفقير في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دخلت بيوت المواطنين وخربتها. تحول حي السلم بحسب تلفزيون الجديد إلى حي عائم. ولكثرة ما تردد اسمه في الأيام الماضية، وظهرت صور سكانه المؤلمة على الشاشات، صار حياً عالمي السيرة.
في لبنان لم يتوان المراسلون وفي كافة محطات التلفزة المحلية عن ملاحقة العاصفة حتى عقر دارها. لقد أطل علينا مراسلو الجديد، ال بي سي، المنار وأم تي في من عين العاصفة، ومن قمم الجبال. نقلوا المآسي التي خلفتها في أوطان غير مؤهلة في بناها التحتية لمثل هذا الطقس العاصف من ثلوج وأمطار غزيرة. لقد فرضت العاصفة 'أولغا' نفسها منذ السبت الماضي، ولا تزال. وأثبتت محطات التلفزة جدارتها في اطلاع المشاهدين على كل جديد. وكانت أحوال سوريا، الأردن وفلسطين مع العاصفة التي وحدت المشهد في بلاد الشام تصلنا تباعاً عبر المراسلين. وعلى امتداد هذه البقعة الجغرافية الكبيرة جداً كان الفقراء الكثر هم ضحايا 'أولغا' التي لم تمر على بلاد الشام مرور الكرام، بل مرور اللئام.
هل يصبح للفلسطيني جواز سفر؟
بين أولوية جواز السفر الذي يحمل تعبير الدولة الفلسطينية بدل وثيقة السفر التي تحمل تعبير السلطة الفلسطينية، وضرورات اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية كانت مواجهة بالنقاط على قناة العربية بين المحلل والكاتب أنيس قاسم والدكتور صائب عريقات. فقد بلغ الإعلامية منتهى الرمحي أن السلطة بصدد البحث بإصدار جواز سفر فلسطيني كواحد من النتائج العملية التالية لحصول فلسطين على حق العضوية في الأمم المتحدة. ضيفاها كانا على طرفي نقيض. أنيس قاسم من عمّان وجد الأولوية بأن تلجأ السلطة الفلسطينية لتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها. وهو من الحقوق التي حصلت عليها بفعل عضويتها في الأمم المتحدة. وضع قاسم محاذير جواز السفر على طاولة البحث القانوني. أن يشمل جواز السفر فلسطينيي الضفة فقط، فهذا تدمير لحق تقرير المصير. وأن يعمم على فلسطينيي الشتات فهذا سيجعل منه حجة لدعوة اللاجئين للالتحاق بدولتهم، وهذا مستحيل نظرا لرفض إسرائيل. وفي جانب آخر كان موقف واضح من قاسم: إلغاء وثيقة سفر السلطة ليحل مكانها جواز سفر الدولة الفلسطينية يعني إلغاء اتفاقيات أوسلو. فهل السلطة مستعدة لإلغاء أوسلو؟ ووصف قاسم الواقع الفلسطيني القائم في الأراضي المحتلة بالتالي: هي لا دولة، ولا سلطة، هي وكيل للاحتلال.
في كل ما ورد وجد الدكتور صائب عريقات أن مواطنه من عمان 'سجل موقفاً سياسياً'. وأعلن عريقات أنه بعد حق العضوية في الأمم المتحدة بدأ فريق كبير من القانونيين درس كيفية تكريس وتجسيد دولة فلسطين وتحويلها لاستقلال ناجز. وبالعودة مع منتهى الرمحي إلى صلب الموضوع وهو جواز السفر وأي فلسطيني يحق له بحمله، تبين أن هذا الجواز لا يزال قيد الدرس، بحسب عريقات. فهل كان طرح الموضوع كقضية من خلال برنامج بانوراما اليومي على قناة العربية سابقاً لأوانه؟ ربما. أما أنيس قاسم فقد كرر موقفه بضرورة تغير قواعد اللعبة في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وأن يعطى هذا الأمر أولوية. ووجد في الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ورقة ذهبية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة. في حين أن جواز السفر يقسم الشعب الفلسطيني.
أنيس قاسم محق في تركيزه على هذا الجانب. فأين هو الملف الذي تعده السلطة لرفعه إلى محكمة الجنايات الدولية؟ لماذا لا يكون أولوية خاصة وأن خشية الصهاينة من انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كانت ولا تزال المحكمة الجنائية الدولية؟ وهل في أفق السلطة حسابات دولية ما في هذا الشأن؟ الأمل أن لا تتأخر هذه الخطوة الضرورية، كما تأخرت خطوة التقدم إلى الأمم المتحدة بطلب العضوية لفلسطين عقوداً. فمن المعروف أن رهانات كثيرة كانت للسلطة، وكان واضحاً أنها رهانات خائبة، أرجأت التقدم بطلب العضوية إلى الأمم المتحدة كثيراً جداً. وليس طبيعياً بعد هذه العضوية أن يكون ملف المحكمة الجنائية الدولية خاضعاً لأي من الحسابات أو الرهانات. فعريقات قال في ذلك كلمة حق في حواره مع الرمحي: من يخشى جرائم الحرب عليه أن لا يرتكبها.

هل يكره هايغل إسرائيل والحرب معاً؟
كان طريفاً أن تضع قناة ال بي سي اللبنانية عنواناً لخبرها القادم من الولايات المتحدة: وزير الدفاع الأميركي يكره الحرب. ليست هذه الإشكالية الوحيدة التي أحاطت بوزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هايغل، فالأهم منها أن أميركياً في موقع حساس يسبقه صيت ليس ببسيط. هايغل لم يبد دعماً ثابتاً لإسرائيل. الإسرائيليون يقولون أنه يكرههم. وهو يرد: ليس هناك أي دليل على أني مناهض لإسرائيل. في سيرة هايغل أنه شارك في حرب فيتنام. وهو يصف نفسه: لست مسالماً، لكني أرفض الحرب كخيار سياسي. أنا شخص واقعي، وأعرف أن لا مجد في الحروب بل المعاناة فقط.
في اليوم نفسه ومع اختلاف بسيط في التوقيت كانت ليلى الشيخلي على قناة الجزيرة تناقش في برنامج ما وراء الخبر مع مختصين أبعاد الأسماء التي عينها الرئيس الأميركي في منصب وزير الدفاع ورئيس السي أي إي. فالمحلل الأميركي راي ماك عوفون خلص للقول بأن هايغل 'سيتردد في إرسال الناس للتهلكة. المؤسسة الصناعية الحربية في أميركا هي التي ستحث أوباما على الحروب، فهي المستفيد الأول. أما الضيف من داخل الأستوديو غسان شبانة فاستنتج: لن يكون وزير دفاع في العالم ضد الحرب. هايغل سيكون وزير دفاع متأنيا'.
أما كره هايغل لإسرائيل أو غرامه بها فمشاعره الذاتية لن تكون مؤثرة كثيراً. القرار لمن يصنع السياسة الخارجية الأميركية وهو مجلس الأمن القومي. والسؤال عن مدى خضوع هذا القرار للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة؟ إنما وفي واقع الحال كان لافتاً لنا أن تقول إسرائيل بوجود رجل في الإدارة الأميركية، ومن الحزب الجمهوري، يكرهها.
The Doctors النصيحة بجمل
ويتحدثون عن خطورة 'لمبات' توفير الطاقة المنتشرة بكثرة في المنازل والمؤسسات. يعرف عامة الناس أنها تشكل خطراً أكيداً عندما تنكسر، لكنهم لا يعرفون كيف يتصرفون حيالها؟ وكيف يحصرون أضرارها؟ في برنامج The Doctors على قناة أم تي في اللبنانية كان الشرح وافياً ووضعت الأمور في نصابها. خطورة 'لمبات' توفير الطاقة تكمن في الزئبق الموجود بداخلها. لهذا وبمجرد أن تنكسر 'لمبة' توفير تكون الخطوة الأولى في إبعاد الأطفال عن المكان. فتنشق الزئبق من قبل الأطفال يتسبب بتلف في الدماغ. الخطوة التالية تكون بجمع الحطام عبر كرتون أو ورق مقوى ووضعه في مرطبان زجاج أو كيس نايلون يتم إقفاله بإحكام ليرمى خارج المنزل. أما البقايا على الأرض فتجمع بواسطة الشريط اللاصق، وليس عبر المكنسة الكهربائية. والشريط اللاصق يرمى داخل الكيس أو المرطبان.
إنها الفائدة العامة في برامج كما The doctors. وهذا ما يحتاجه المواطن. وظيفة الإعلام في نشر الوعي، وهو من الأولويات قبل نشر الفتن والحروب، كما هو حاصل في أكثر من مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق