الخميس، 31 يناير 2013

الطيران الاسرائيلي يقصف مركز ابحاث في ريف دمشق


  في تطور مفاجىء، اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاربعاء استعداده المشروط للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، في يوم اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على الاراضي السورية للمرة الاولى منذ سنوات. وقال التلفزيون السوري ان طائرات حربية اسرائيلية هاجمت مركزا للبحث العلمي في محافظة دمشق.
وفي الكويت، تعهد المانحون بتقديم اكثر من مليار ونصف مليار دولار لمساعدة السوريين الذين يعانون من آثار النزاع، بينما صدرت مواقف منددة بـ'مجزرة' اثر العثور على قرابة 80 جثة في حلب (شمال)، وهو ما تبادل طرفا النزاع المسؤولية عن ارتكابه.
وقال الخطيب على صفحته الرسمية على موقع 'فيسبوك'، 'بلغني من وسائل الاعلام ان النظام في سورية يدعو المعارضة الى الحوار، وكلف رئيس الوزراء بإدارة المشروع، وان وزير داخلية النظام يدعو قيادات المعارضة' للعودة.
اضاف 'اعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول'، مشترطا اطلاق 160 الف معتقل لا سيما منهم النساء في سجني المخابرات الجوية وصيدنايا، وتمديد او تجديد جوازات سفر السوريين في الخارج.
واذ اعرب عن عدم ثقته 'بنظام (...) يرتكب المجازر بحق الأبرياء'، طرح 'مبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي'، وصولا لمرحلة انتقالية 'توفر المزيد من الدماء'.
ويأتي موقف الخطيب ردا على طرح الحل السياسي الذي قدمه الرئيس السوري بشار الاسد، ويتضمن حوارا وطنيا في دمشق تدعو اليه الحكومة الحالية التي قدمت ضمانات للمعارضين المقيمين في الخارج والراغبين في المشاركة فيه.
واستدعى الموقف ردا سريعا من المجلس الوطني الذي يشكل ابرز مكونات الائتلاف، فأكد ان تصريحات الخطيب 'لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري' وتتناقض مع نظامه الاساسي 'من رفض قاطع للتفاوض مع النظام المجرم، والاصرار على رحيله بكل رموزه'.
وفي وقت لاحق، قال الخطيب ان 'الفكرة التي طرحتها هي رأيي الشخصي وأنا أتحمل مسؤوليتها'، وان موقف الائتلاف سيحدده اجتماع لهيئته السياسية الموقتة يعقد الخميس.
وقال بيان المجلس الوطني 'لقد دفع الشعب السوري، وما زال يدفع، ثمناً باهظاً جداً لأجل الحصول على حقه بالحرية الكاملة، والخلاص الكامل من نظام القهر والاستبداد. وإن المجلس الوطني يؤكد تمسكه المطلق بهذه الإرادة الشعبية السورية، ورفضه لأي تسوية مع النظام السوري وأي تفاوض معه'.
وفي رد على منتقديه، قال 'لن أقبل ارهابا فكريا من أحد، وإذا ظن ظان ان لا أحد من السوريين بل الثوار يرغب بسماع مثل هذه الأفكار فهو واهم'.
واوضح 'نحن لا نفاوض على بقاء النظام بل على رحيله بأقل كلفة من الدم والخراب'، سائلا 'هل تعلمنا من البعثيين الانكار لكل امر قبل فهمه، بل قبل قراءته؟'
وتابع 'هناك دول تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا... ثم يتركهم في وسط المعركة. هناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في الموت، وهناك من يجلس على أريكته ثم يقول اهجموا.. لا تفاوضوا. وهناك صمت دولي وخنق للثورة، ومئات ألوف المهجرين..'.
واضاف 'هناك من يخطط لأن تختفي سوريا من العالم خلال حرب طاحنة تستمر بضع سنوات'.
واعتبر ملهم الدروبي عضو جماعة الإخوان المسلمين، ابرز مكونات المجلس الوطني السوري، وعضو الأمانة العامة للإئتلاف الوطني السوري، تصريح الخطيب بأنه 'شخصي وليس موقفاً يمثل المجلس الوطني'، وقال 'أعتقد أن تصريح الأستاذ معاذ فُهم خطأ، هو رئيس الائتلاف والناطق باسمه طبعاً ولكن هذه ليست سياسة الائتلاف ولا أعتقد أن السيد الخطيب سيذهب بعيداً ويحجم مطالب الثورة'.
وفي تطور بارز، قال مصدر امني في تل ابيب ان اسرائيل استهدفت فجر الاربعاء قافلة كانت متجهة من سورية الى لبنان، دون ان يتضح المكان الدقيق لذلك او ما كانت تنقله.
وفي حين رفضت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي التعليق، قال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان 'الطيران الاسرائيلي دمر قافلة بعد عبورها' الحدود.
واكد مصدر امني اخر اشترط عدم كشف اسمه ان الطائرات الحربية استهدفت قافلة يبدو انها تحمل اسلحة متجهة الى لبنان، لكن في الجانب السوري من الحدود.
وفي وقت لاحق مساء امس قالت قيادة الجيش السوري إن طائرات حربية إسرائيلية اخترقت مجال البلاد الجوي، وقصفت أحد مراكز البحث العلمي بريف دمشق.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أنه 'اخترقت طائرات حربية إسرائيلية مجالنا الجوي فجر اليوم (امس) وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق، وذلك بعد أن قامت المجموعات الإرهابية بمحاولات عديدة فاشلة وعلى مدى أشهر للدخول والاستيلاء على الموقع المذكور'.
وأضاف البيان أن 'الطائرات الحربية الإسرائيلية قامت بالتسلل من منطقة شمال مرتفعات جبل الشيخ بعلو منخفض وتحت مستوى الرادارات، وتوجهت إلى منطقة جمرايا بريف دمشق حيث يقع أحد الأفرع التابعة لمركز البحوث العلمية ونفذت عدوانها السافر بقصف الموقع، ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة وتدمير المبنى، بالإضافة إلى مركز تطوير الآليات المجاور ومرآب السيارات، ما أدى إلى استشهاد اثنين من العاملين في الموقع وإصابة خمسة آخرين، قبل أن ينسحب الطيران المعادي بنفس الطريقة التي تسلل بها'.
وتابع 'بالتالي لا صحة لما أوردته بعض وسائل الإعلام بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت قافلة كانت متجهة من سورية إلى لبنان بل تؤكد القيادة العامة أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت منشأة للبحث العلمي في اختراق سافر للسيادة والأجواء السورية'.
وفي اسرائيل استبعد رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم مساء امس الأربعاء أن تقوم سورية أو حزب الله برد عسكري.
وقال ياتوم لموقع 'يديعوت أحرونوت' الالكتروني 'يجب ومن الصواب الاستعداد لتدهور الوضع أيضا وهذا السيناريو هو بين السيناريوهات الماثلة أمام الجيش الإسرائيلي، لكن ينبغي الافتراض أن هذا احتمال ضئيل'.
وتمتنع إسرائيل عن التعقيب على الأنباء حول مهاجمة طائراتها هدفا في سورية.
وأضاف ياتوم 'في تقديري لن يكون هناك رد فعل كهذا لأنه لا توجد مصلحة لحزب الله وسورية بالرد، إذ أن (الرئيس السوري بشار) الأسد عالق بشكل عميق في مشاكله وحزب الله يبذل كل جهد من أجل مساعدته، في موازاة جهوده من أجل الحصول على أسلحة، وهكذا فإنهم لن يسعوا إلى توسيع دائرة القتال'.
ويأتي هذا بعد ايام من قيام اسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الى الشمال مع تزايد المخاوف من تسرب الاسلحة الكيميائية التي يحوزها النظام السوري، ووصولها الى حزب الله، ابرز حلفاء دمشق اللبنانيين.
وفي تل ابيب تزايد طلب المواطنين في إسرائيل على الأقنعة الواقية من أسلحة غير تقليدية في الأيام الأخيرة وذلك بالتزامن مع تحذير مسؤولين إسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من نقل أسلحة كيميائية من سورية إلى حزب الله اللبناني. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء عن مصادر في سلطة البريد الإسرائيلية المسؤولة عن توزيع الأقنعة الواقية قولها ان الأيام الأخيرة شهدت إقبالا واسعا من جانب المواطنين للحصول على هذه الأقنعة.
ووفقا للتقارير الإعلامية فإنه تم الثلاثاء توزيع 4000 قناع واق على المواطنين علما أنه تم توزيع 1400 قناع يوميا خلال الأسبوع الماضي.
والاربعاء، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في الكويت 'يسرني ان اعلن ان التعهدات تخطت الهدف' المحدد بمليار ونصف مليار دولار، موضحا ان اجتماع اليوم هو 'اكبر مؤتمر انساني في تاريخ الامم المتحدة'.
وكانت كل من السعودية والكويت والامارات اعلنت عن تقديم 300 مليون دولار لتشكل مساهمتها بذلك غالبية التعهدات التي سجلت في المؤتمر.
وعلى هامش المؤتمر، نفت مفوضة الامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الاتهامات بسوء توزيع المساعدات في سوريا لصالح المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وقالت للصحافيين 'هذا ليس صحيحا. نحن نعمل مع عدد من الشركاء على الارض. ليس هناك اموال تذهب مباشرة الى الحكومة' السورية.
وكانت منظمة 'اطباء بلا حدود' قالت الثلاثاء ان عملية توزيع 'المساعدة الدولية المقدمة الى سوريا تعاني من خلل خطير'، وتؤول غالبيتها الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام.
والاربعاء، دعت روسيا الى اجراء 'تحقيق دقيق' في العثور على قرابة ثمانين جثة في نهر قويق في حي بستان القصر الخاضع لسيطرة المقاتلين المعارضين في مدينة حلب (شمال).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش 'لقد اغضبتنا هذه الجريمة الوحشية الجديدة على الاراضي السورية، ونعتبر ان من الضروري ان يؤدي تحقيق دقيق الى تحديد منفذيها'.
كذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو 'ندين بقوة هذا العمل المشين الذي يترجم تصاعد اعمال العنف في سوريا ويرقى الى جريمة حرب'، داعيا الى احالة المرتكبين على المحكمة الجنائية الدولية لان 'التجاوزات بحق المدنيين لا تحتمل مهما كانت الجهة المسؤولة عنها ويجب ان تتوقف'.
وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن المجزرة، فاتهم الائتلاف المعارض النظام بالمسؤولية، بينما ندد المجلس الوطني بالصمت الدولي الذي شجع على ارتكابها.
ومن الجهة الرسمية، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الى رئاسة مجلس الامن والامانة العامة للامم المتحدة، جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بإعدام 'مخطوفين' والقاء جثثهم في النهر، داعية مجلس الامن الى ادانة 'واضحة وصريحة'.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه 'عثر على جثامين خمسة مواطنين هم سيدة واربعة رجال من قرية تسنين بالقرب من نهر العاصي في ريف حلب'، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 94 شخصا، بحسب المرصد.

تركيا تحبط اختطاف ناشط سوري معارض

 ذكرت تقارير إخبارية الأربعاء أن الشرطة التركية حالت دون اختطاف ناشط سوري معارض على أراضيها على يد أفراد يعتقد أنهم عملاء لنظام دمشق.
وقالت وكالة أنباء الاناضول التركية إن الشرطة واربعة اشخاص اختطفوا الناشط ، وهو محام سوري لم تتم تسميته، تبادلوا الأعيرة النارية مما اسفر عن اصابة اثنين من الخاطفين المسلحين وجرى اعتقالهما.
وأضافت أن المسلحين كانوا قد اختطفوا المحامي من منزله في مدينة انطاكية وكان مقيدا ونقلوه في سيارة إلى الحدود في يايلاداغي وكانت الشرطة تلاحقهم.

أحدث تقرير عن الأزمة: سورية خسرت 50 مليار دولار وفقدت 1.5 مليون فرصة عمل

دمشق ـ 'القدس العربي' ـ من كامل صقر: أظهر أول تقرير اقتصادي اجتماعي تناول نتائج الأزمة السورية أرقاماً اقتصادية وصفها مراقبون بـ 'المرعبة' لا سيما إذا استمرت حالة الاقتتال الداخلي وانعدام الأمن والعقوبات الاقتصادية الغربية والعربية على البلاد.
التقرير الذي أعده المركز السوري لبحوث السياسات بمساعدة خبراء دوليين، قدّر خسائر الاقتصاد السوري حتى نهاية عام 2012 بـ 48.4 مليار دولار أمريكي، وهذا الرقم يعادل مانسبته 81.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لسورية في عام 2010، وحسب التقرير فإن هذه الخسارة توزعت على أن بالمئة50 منها خسارة في الناتج المحلي الإجمالي، و43 بالمئة أضرار في مخزون رأس المال، فيما جاء ما نسبته 7 بالمئة من الخسارة الإجمالية بسبب زيادة الإنفاق العسكري نتيجة للأزمة والعمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري.
وأورد التقرير أن الاقتصاد السوري خسر (مليون ونصف مليون) فرصة عمل حتى نهاية العام 2012، فيما ارتفع معدل البطالة من معدل 10.6 بالمئة إلى معدل بالمئة34.9، أي بنسبة 24.3 نقطة مئوية، وهذه الزيادة أثرت في الظروف المعيشية لأكثر من ستة ملايين مواطن سوري وهو ربع عدد سكان سورية.
اللافت أيضاً ما ذكره التقرير عن تراجع دليل التنمية البشرية في سورية ليصبح في نهاية العام 2012 أقل مما كان عليه قبل عشرين عاماً أي في العام 1993م. ويقدر التقرير زيادة الفقر المادي في سورية بشكل كبير نتيجة للأزمة، حيث دخل 3.1 مليون شخص دائرة الفقر العام، منهم 1.5 مليون دخلوا دائرة الفقر الشديد.
ويذكُر التقرير أن الجزء الأكبر من التكلفة الاقتصادية للعقوبات التي فرضت على سورية تحملها الشعب السوري وبلغت قرابة سبعة مليارات مليار دولار من إجمالي الخسائر في الناتج المحلي خلال الأزمة، والجزء الرئيسي من خسائر العقوبات كان في قطاع النفط بقيمة أربعة مليارات مليار دولار.ه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق