الجمعة، 11 يناير 2013

لطيفة لخضر، أستاذة التاريخ في جامعة تونس:"السلفيون يريدون تطبيق قوانينهم والسلطة تتغاضى عن أعمالهم"

لطيفة لخضر، أستاذة التاريخ في جامعة تونس:"السلفيون يريدون 
تطبيق قوانينهم والسلطة تتغاضى عن أعمالهم"

لطيفة لخضر، أستاذة التاريخ في جامعة تونس، تتحدث عن قيام القوات النظامية بقمع تظاهرة سلمية بمدينة الكاف، وعن الوضع السياسي والاجتماعي الصعب الذي تمر به تونس حاليا في ظل حكومة حزب "حركة النهضة"، وتتطرق إلى موضوع السلفيين وأسباب تغاضي النظام عن أعمالهم. حاورتها نجوى أبو الحسن

 
مرة أخرى تلجأ السلطات التونسية، كما الحكم السابق إلى قمع التظاهرات. كيف تقييمين ذلك ؟ 
 
ليست هي المرة الأولى التي يواجه فيها المتظاهرون بالعنف في تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الأول. الوضع متأزم في تونس منذ الثورة وهذا أمر طبيعي لأن كل فترة انتقالية هي في نفس الوقت فترة أزمة وانهيار وقد تكون أيضا فترة بناء، لكن ما نراه اليوم هو أن الانهيار يغلب على البناء، وكأن هذه الحكومة التي لها شرعية انتخابية بقيت تنقصها الشرعية الثورية، وهذا ما يفسر أن بعض فئات المجتمع وحتى الجهات التي انطلقت منها الثورة مازالت في علاقة توتر كبيرة مع هذه الحكومة.
 
ماذا عن التدخل المتزايد للسلفيين في الحياة العامة وفي الحريات ؟
 
هذه قضية خطيرة جدا. السلفيون يضعون أنفسهم خارج الرابط المدني داخل المجتمع التونسي. هؤلاء السلفيون لهم قوانين أخرى ورؤى ونظرة مختلفة لتسيير المجتمع والعالم. لقد عبروا أو ترجموا ذلك عن طريق أفعال وأعمال شنيعة قاموا بها في عدة مناطق من الجمهورية. هم يريدون تطبيق قوانينهم، غير أنهم لا يمتلكون أي شرعية والسلطة تتغاضى عن أعمالهم. نحن نتساءل من هم هؤلاء ؟ هل هم فعلا خارجون ومختلفون عن حزب "النهضة" وليست لهم علاقة به ؟ أم أن حزب "النهضة" يراهن عليهم لآفاق انتخابية مثلا ؟
 
ماذا عن الحالة الاجتماعية في تونس. هل تحسنت بوجود السلطة الجديدة ؟
 
الحالة الاجتماعية متردية جدا. نحن نتفهم صعوبات المرحلة ونعرف أن ثمن الثورة ربما لم يكن باهظا من حيث الأرواح، لكننا نستطيع أن نقول أن الثمن الذي دفعته الثورة التونسية كان باهظا اقتصاديا. هذه الحكومة لم تتمكن من حل أي مشكل من المشاكل الاجتماعية.
 
انطلاقا من كل تلك المعطيات، الثورة التونسية إلى أين ؟
 
ما نمر به الآن يدعو إلى تشاؤم كبير وحتى إلى الحزن، لكن هذا لا يمنعنا من نكون متفائلين على المدى البعيد لأن هذه الثورة سجلت قطيعة كبرى مع مظاهر الاستبداد السياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق