السبت، 12 يناير 2013

بسمة بنت سعود وباربي بنت طلال أميرتان كلتاهما من أم لبنانية وتقودان الحرب ضد الفساد وسلطة المطوعين

بسمة تقترح "مثلث ذهبي للإصلاح": مجلس شورى بصلاحيات تنفيذية وجهاز عدلي و"إعلام حر
خطة باربي للإصلاح: محاربة الفساد ومجلس شورى أو مجالس مناطق أو لجان سعودية منتخبة واستقلال القضاء


من المفارقات الغريبة أن تقوم أميرة سعودية، بحملة من أجل الإصلاح في المملكة, لكن المفارقة الأغرب أن تقوم أميرتان من أعلى المراتب بالعائلة المالكة - كل منهما على حده- بقيادة حملة ضد الفساد والفاسدين من كبار الموظفين الإداريين بالمملكة, وأن تجتمعان دون اتفاق على محاربة الفساد والمطالبة بالإصلاح والتحول لملكية دستورية وكلاهما تتحديان سلطة المطوعين وتطالبان بالتصدي لها .
فمنذ شهور قليلة لم تعد الأميرة "بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود", هي الوحيدة التي خرجت عن التقاليد السعودية وخلعت الحجاب وبدأت في توجيه انتقادات حادة للنخبة التي تدير بلادها بعدما انضمت لها قريبتها الأميرة سارة بنت طلال بن عبد العزيز بعدما حصلت على حق اللجوء السياسي في بريطاني.
وتقود الأميرتان حملة ضد الفساد الإداري بالمملكة وصفت بـ"ثورة أميرات السعودية", إلا أنهما أكدتا في أكثر من مناسبة أن ثورتهما ليست ضد الملكية أو ضد أي شخص في الأسرة المالكة لترفعا شعار "الإصلاح يقف على عتبات الأسرة المالكة".
الأميرتان وضعتا على طريق "ثورة الإصلاح" بظروف متشابهة, فالأميرة بسمة خرجت من السعودية وهي شابة صغيرة بعد استيلاء عمها الملك فيصل بن عبد العزيز على السلطة من أبيها الملك سعود لتقضي حياتها بين لبنان وبريطانيا إلى أن ظهرت على الساحة بانتقاداتها العلانية للفساد في المملكة, كذلك بدأ ظهور نجم الأميرة سارة بعد اضطرارها لترك المملكة والاستقرار في بريطانيا بسبب خلافات تتعلق بالإرث مع والدها الأمير طلال بن عبد العزيز المعروف بـ"الأمير الأحمر", إذ تقول "حصلت مشكلة مع والدي، أراد أن ينتقم مني ويسحقني.. هذا الأمر زعزع حياتي كلها", وتقيم الأميرة حالياً في أحد الفنادق الفخمة مع أربعة من أولادها، حيث تتم حمايتها من قبل جهاز أمني خاص.
واصطدمت الأميرتان -وكلتاهما من أم لبنانية- في رحلتيهما مع الغربة بفساد كبار الموظفين في المملكة, أبرزها الضغوط التي تعرضت لها "باربي" من رئيس الديوان الملكي، خالد التويجري، على الأميرة سارة بعد مطالب من والدها.

وتقود الأميرة "بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود" التي تبلغ من العمر 47 عاما، هى الابنة الصغرى لملك السعودية الثانى "الملك سعود" وعمها الملك الحالي للمملكة "الملك عبد الله", حاليا معركة من منزلها فى ضاحية "أكتون" غربى العاصمة البريطانية لندن من أجل التغيير فى بلادها.
والأميرة "بسمة" المطلقة والأم لخمسة أبناء، انتقلت إلى لندن منذ خمس سنوات مع ثلاثة من أبنائها، وأصبحت سيدة أعمال ومدونة وصحفية، تثير فى كتاباتها العديد من القضايا الحساسة فى المجتمع السعودى، مثل انتهاك حقوق الإنسان والفقر والشرطة الدينية " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " التى تعرف باسم "المطوعين". ونجحت الأميرة "بسمة" فى جذب أكثر من 25 ألف شخص يتابعون صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى " فيسبوك".
وتقول الأميرة "بسمة" في حوار صحفي قديم إنها لم تجبر على مغادرة السعودية، وإن ما توجهه من نقد يتركز على الوزراء والمدراء الذين يسيرون الأعمال في المملكة، ولا يتناول عمها الملك "عبدالله" أو أى عضو في الأسرة الحاكمة.
وترى الأميرة أن المشكلة الأساسية في المملكة، هي افتقار البلاد إلى آليات المتابعة والمحاسبة، وعجز الوزراء والمدراء عن تنفيذ الأوامر والقرارات التى تصدرها السلطات العليا فى المملكة.
وأوضحت الأميرة "بسمة" أنها ليست متمردة ولا تدعو إلى تغيير النظام. وقالت إن هناك مشكلة فى المملكة، وهى ضعف الرقابة على أداء المسئولين والوزراء، وقالت "إنه إذا سرق الفقير، يتم قطع يده بعد ثلاث جرائم، أما إذا كنت غنيا، فلن يقترب منك أحد".
وأضافت الأميرة أن عدد أفراد الأسرة المالكة السعودية "15 ألفا، و13 ألفا منهم لا يتمتعون بالثروات بينما الألفان الباقيان هم أصحاب الملايين العديدة ويحتكرون السلطة والثروة ولا يجرؤ أحد على التفوه بكلمة ضد هذا الوضع بسبب الخوف من فقدان الامتيازات.
وتطالب"الأميرة بسمة بتغيير دستور المملكة واعتماد إصلاحات سياسية واجتماعية مدافعة، بقوة عن حرية المرأة وحقوق الإنسان، ومتطرقة إلى القانون الذي يمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة. .
ووضعت الأميرة ما وصفته بالمثلث الذهبي للإصلاح للتخلص من الفساد بالمملكة, ويضم المثلث: "مجلس شورى" منتخب من الشعب بصلاحيات تنفيذية, و"جهاز عدلي" مأخوذ من دستور القرآن مكتوب وواضح المعالم", و"إعلام حر" لا يخضع لأجندات ولا يدخلك في سجون وإيقافات وترحيلات.
وشددت الأميرة على ضرورة أن يملك مفاتيح المثلث الذهبي عدة شخصيات من الأسرة الحاكمة الشابة القوية دون أن تسمهم, وقالت عنهم: "هم في حد ذاتهم العملة النادرة الذهبية التي إن أتيح لها الظهور ومسك زمام الأمور، لتغيرت المعادلة، وأصبحنا بمنأى عن انفلات الأمن وعدم الثقة في القادم والمأمول من عائلة عبدالعزيز التي بذلت الغالي والنفيس لاستقرار الوطن".
وفي الطرف الآخر من ثورة أميرات السعودية, قالت الأميرة السعودية سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود إنها تدرس تأسيس جمعية أو تيار لخوض ما أسمته، معركة محاربة الفساد والمفسدين، في بلادها.
كما دعت "باربي" إلى تأسيس مجلس شورى أو مجالس مناطق أو لجان سعودية منتخبة، وأنه على السعودية أن تدخل عصر الانتخاب، وأن نقبل جميعنا بمبدأ الإنتخاب واختيار مجالس تمثلنا أولاً، ثم نحدد التفاصيل لاحقاً.
وأضافت أنا كواحدة من العائلة الملكية وتعرضت لكثير من المضايقات من قبل متنفذين وفاسدين بمؤسسات الدولة، فكيف حال المواطن السعودي الذي لا نسمع صوته وأنينه من ممارسات غير أخلاقية أو إنسانية؟
وأوضحت سارة أن الحل يجب أن يكون شاملاً، وتبدأ عملية محاسبة الفاسدين في أجهزة الدولة فعلاً ليس قولاً، مشيرةً إلى أن هنالك فئات واسعة من السعوديين تدعمها معنوياً في معركتها ضد الفاسدين في مؤسسات الدولة.
واستطردت قائلة اؤمن بكل يقين أن الدين الإسلامي فيه منظومة كاملة تحمي هذه المبادئ وتضمن تحقيقها ولكن بشرط أن يجتهد الجميع حكاماً ومحكومين في الأخذ بتعليمات هذه التشريعات التي تضمن تحقيقها ولا يكتفي بزعم تطبيق الشرع بالشعارات.
وطالبت الأميرة سارة من القيادة السياسية بالسعودية أن تعمل فعليلاُ على استقلال الفضاء وفرض سلطته على كل شؤون الدولة، ولكي يكتمل هذا المدخل للعدل، فلابد من حل أكثر الملفات سخونة في المملكة وهو ملف المعتقلين السياسين وغير السياسين .
كما تطالب بحرية إنشاء الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والخيرية وغيرها من النشاطات المدنية السلمية التي تشكل بمجملها المجتمع المدني والتنموي الذي يدل على الرقي والتطور الحضاري في الدول.
وعن سبب لجوئها سياسيا إلى بريطانيا, أوضحت سارة أن تقدمها بطلب اللجوء جاء بعد سلسلة مضايقات تعرضت لها من أفراد في العائلة المالكة، فضلاً عن الفساد المستشري داخل أجهزة المملكة.
وحمّلت أسباب طلبها اللجوء السياسي إلى بريطانيا لرئيس الديوان الملكي خالد التويجري، "الذي فتح على حسابه الخاص ويتصرف بطريقة لا يعرفها الديوان ويعطي أوامره وفق حسابات خاصة به، وأصبح مايسترو في مساعدة الآخرين في التعدي على القضاء (السعودي) والتدخل في عمل سفارات المملكة".
وشددت سارة على ارتباطها الوثيق مع عمها الملك السعودي، بقولها: أحترمه كثيراً، كما احترم الشعب السعودي الكريم، وطلبي للجوء السياسي لا يغير من احترامي لهما".
وكانت سارة بنت طلال بن عبد العزيز، قد خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الأمير تركي في لبنان ومصر وسويسرا، إضافة إلى معركة قضائية ضد قاضي العائلة المالكة، أحمد العريني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق