الخميس، 3 يناير 2013

"رولز رويس" الشرق الأوسط: الفخامة تمتزج بالفرادة


تعتبر منطقة الشرق الاوسط من اهم اسواق السيارات في العالم، ويدرك الرئيس التنفيذي الجديد ل "رولز رويس "، تورستن مولر أوتفوس، أهمية المنطقة بالنسبة لشركته، خصوصا إن أراد تحقيق هدف مضاعفة المبيعات العالمية.

أبو ظبي ـ اختارت شركة "رولز رويس" قبل عام تقريبا أن تجري تعديلا في استراتيجيتها، فقد طرحت أحدث طراز لها "غوست". ويأتي هذا الطراز مزودا بمحرك تيربو بسعة 6.6 لتر و12 أسطوانة مرتبة على شكل حرف "في"، ما يجعل منه الخيار الأمثل للمالك، الذي يتولى القيادة بنفسه.

ويأتي طراز "فانتوم" بأربع نسخ، ويتراوح سعره بين 385 و400 ألف دولار تقريبا، قبل إجراء التعديلات الشخصية المطلوبة.

وتمكنت هذه السيارة الجديدة من توطيد مكانتها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبين أن 80 بالمئة من الحرفاء الذين اشتروا هذا الطراز، هم من الحرفاء الجدد للعلامة التجارية. كما لاحظ إقبال الكثيرين من الحرفاء الصغار على شراء الطراز الجديد، ربما لأن السيارة تنتمي إلى تلك الفئة التي يقودها الشخص بنفسه من دون الاعتماد على السائق الخاص.

يؤمن الرئيس التنفيذي للشركة "تورستن مولر أوتفوس"، الذي زار المنطقة في شهر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي وجال في 5 مدن فيها، بأن هذه السيارة رائعة وسريعة ورشيقة، وتوفر لسائقها ما يتوقعه من رولز رويس، إذ يرى فيها الكثير من جيل الشباب في منطقة الشرق الأوسط، العاشق للسيارات القوية، بساطا طائرا.

وفي حين أن سيارة "غوست" تعد الطراز الأكثر شعبية على مستوى منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، لا يزال الطراز "فانتوم" محافظا على مكانته القوية، وفق ما يقوله "مولر أوتفوس".

ويقول في هذا الشأن "لم يؤثر طرح غوست في مبيعات فانتوم، لأنها تنتمي إلى فئة مختلفة، ولا تزال تعتبر أفضل سيارة يمكن شراؤها مقابل السعر الذي يدفع مقابلها، بل إنها تمثل الوسيلة الأكثر راحة وأناقة للانتقال من جهة إلى أخرى. لكن غوست تحتل مرتبة مختلفة تماما".

ويعتقد الرئيس التنفيذي بشكل واضح أن سيارة غوست تعد السيارة الأمثل في هذا الوقت، لأن الناس مستعدون للإنفاق مرة أخرى لشراء المنتجات الفاخرة، لكنهم يركزون على الجوهر، لهذا فإنه يتاح لأي عميل للشركة وضع بصماته الخاصة على سيارته، لتكون فريدة من نوعها في العالم كله، لاسيما أن كثيرا من الحرفاء يبحثون عن التفرد ولا يطيقون رؤية سيارة مماثلة لسيارتهم التي يقودونها في كل زاوية من أرجاء مدنهم، بل يبحثون عن سيارات تجعلهم متميزين عن غيرهم، وهو ما يلخصه "مولر أوتفوس" بالقول"الفخامة يجب أن تعني الندرة".

وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 80 بالمئة من سيارات "رولز رويس" على مستوى العالم، يتم تصميمها وفق متطلبات الحرفاء، وقد ترتفع هذه النسبة في بعض المناطق.

ففي الشرق الأوسط يزعم "مولر أوتفوس" أن كل سيارة متميزة عن غيرها، ولا توجد سيارتان متطابقتان من "رولز رويس" في هذه المنطقة، ما عدا بعض الفنادق التي تشتري سيارتين أو ثلاث سيارات متطابقة، حسب قوله.

ويقول الرئيس التنفيذي إن هناك عاملا وحيدا لا يمكن الاستجابة له عند إدخال المواصفات الخاصة، وهو أي شيء من شأنه أن يؤثر في السلامة أو في احتمال عدم تسجيل السيارة. ويستذكر بعضا من القصص المؤثرة التي سمعها من حرفاء الشركة، ومن بينها أن أحدهم أعرب عن رغبته في شراء سيارة "رولز رويس"، شريطة أن يتم طلاؤها بدرجة خاصة من اللون الأزرق الداكن، تماما مثل سيارة كان قد اشتراها عندما كان صبيا. و"بالفعل قمنا باستنساخ ذلك اللون واستخدامه في طلاء سيارة فانتوم".

مع هذا، يرفض الرئيس التنفيذي للشركة أن يلزم نفسه بأهداف محددة بالنسبة إلى النمو المتوقع في مبيعات الشركة، حيث قال في هذا الشأن "إذا سألتني عن شعوري الداخلي، أعتقد أننا على الأقل سنضاعف حجم أعمالنا. هذا يعني أن رولز رويس ستبيع أكثر من 2000 سيارة مع نهاية العام الجاري بعدما باعت 1000 سيارة تقريبا العام الماضي. بالنسبة له "هذا عدد كبير خصوصا عند وضع سعر سيارات رولز رويس بالاعتبار".

وردا على سؤال عما إذا كانت الشركة تعتزم طرح المزيد من الطرز الجديدة في المستقبل، قال أوتفوس"من المتوقع أن يتم تطوير نسخ من غوست"، مبينا أن المطلوب استكمال الخطة اللازمة لهذا التصور، "لاسيما أن الشركة في طور عملية التقييم مع الحرفاء الذين اشتروا سيارات غوست".

ولأن الشركة تبيع عددا محدودا من السيارات مقارنة مع مصنعي السيارات الآخرين، فإن لها أسلوبا مختلفا في جمع الملاحظات والآراء من حرفائها. يقول مولر أوتفوس "إننا نتحدث إليهم بصورة مباشرة".

ويضيف الرئيس التنفيذي"أوجه لحرفائنا أسئلة لمعرفة الأسباب التي دفعتهم إلى شراء هذه السيارة، والعناصر التي يودون إدخالها في السيارات المقبلة، وأصغي إلى الجميع باهتمام". يبدي مولر أتفوس اهتماما استثنائيا في مثل هذه اللقاءات فهي مفيدة لجميع الأطراف، "إننا العلامة التجارية التي تبيع 1000 سيارة في السنة، ويعني ذلك أنه يمكنك التعرف إلى كل حريف بصفة شخصية".

لم يسبق لـ"رولز رويس" أن قامت بأبحاث سوقية عادية، لأنه لا يوجد متسع من الوقت أمام حرفائها للإجابة عن أسئلة استطلاعات الرأي.

ويرى "مولر أوتفوس" أنه في هذه الحالة من الأفضل أن يتولى الرئيس التنفيذي مهمة توجيه الأسئلة بنفسه، بدلا من إيكال هذه المهمة إلى وكالة الأبحاث التي قد تبعث الملل في نفوس حرفاء الشركة الباحثين عن التفرد والندرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق