الأربعاء، 23 يناير 2013

جنوب الجزائر .اسلاميون ليبيون قدموا مساعدة لوجستية لخاطفي الرهائن


  اكد مصدر اسلامي ليبي الثلاثاء ان اسلاميين ليبيين قدموا مساعدة لوجستية للمسلحين الذين هاجموا مجمع الغاز في الجزائر في عملية دامية اودت ايضا بحياة 37 اجنبيا.
وقال المصدر المقرب من جماعات متطرفة في ليبيا لوكالة فرانس برس 'تم تقديم مساعدة لوجستية انطلاقا من ليبيا'.
ولم يحدد المصدر طبيعة تلك 'المساعدة' لكنه اقر بان اسلاميين ليبيين طلفوا تأمين الاتصالات بين الخاطفين ووسائل الاعلام.
وتمكنت وسائل اعلام دولية بينها وكالة فرانس برس، من الحصول من جهات اسلامية مقرها شرق ليبيا، على ارقام هواتف للخاطفين الذين استولوا الاربعاء الماضي على منشأة ان اميناس في عمق الصحراء الجزائرية.
وقال المصدر 'لم يكن في المجموعة التي قادت الهجوم ليبيون'. لكنه اقر بحصول 'اتصالات' بين الخاطفين وجهاديين ليبيين.
واضاف المصدر انه لم يكن هناك اي صلات تنظيمية لاسلاميين ليبيين بمجموعة 'الموقعون بالدم' التي قادت الهجوم على منشأة الغاز على مدى اربعة ايام.
ويقود المجموعة مختار بلمختار احد مؤسسي تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. وغادر بلمختار التنظيم في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ليؤسس مجموعته الخاصة.
ومنذ سقوط نظام الزعيم معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011، تزايد تفوذ الاسلاميين وورثوا ترسانة اسلحة ضخمة عن النزاع الذي اطاح برجل ليبيا القوي سابقا.
وتواصل السلطات الجزائرية الثلاثاء البحث عن خمسة اجانب مفقودين اثر الهجوم الذي نفذه مسلحون اسلاميون الاسبوع الماضي على موقع لانتاج الغاز في ان اميناس جنوب شرق الجزائر، حيث بدات عمليات اعادة تشغيل المنشاة، بحسب مصدر امني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس 'لا نزال بدون معلومات بشأن الاجانب الخمسة المفقودين' وذلك بعد الهجوم النهائي السبت ضد المجموعة الخاطفة في ان اميناس قرب الحدود مع ليبيا وعلى بعد 1300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية.
واضاف المصدر ان 'اشغال اعادة تشغيل المجمع بدأت' وذلك بعد الانتهاء من عملية نزع الالغام وتنظيف الموقع الذي يمتد على عدة هكتارات في الصحراء.
وتابع المصدر 'لكن يجب الانتظار اسبوعا ليعود كل شيء الى سيره المعتاد' لانه هناك عمليات فنية معقدة ودقيقة لاعادة التشغيل في مجال استخراج الغاز 'والامر ليس مثل اعادة تشغيل قاطع كهرباء'.
وكان وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي قال الاحد ان المصنع يمكن ان يستانف العمل 'في اليومين القادمين' مشيرا الى ان الاضرار التي طالته 'ليست هامة'.
وتمت دعوة الموظفين باستثناء من يخضعون للعلاج او لا يزالون بحالة صدمة، لاعادة تشغيل الموقع 'حتى لو اضطر الامر الى جلب مختصين من مواقع اخرى'.
وقال رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الاثنين ان المسلحين الاسلاميين الذي شنوا الهجوم على مجمع الغاز قدموا من شمال مالي.
وقال ان المهاجمين خططوا للعملية منذ نحو شهرين قبل فترة طويلة من التدخل الفرنسي في شمال مالي.
واكد سلال ان 37 اجنبيا قتلوا في الهجوم على المجمع بعضهم قتل برصاصة في الرأس.
واضاف ان ما مجموعه 29 مسلحا قتلوا وتم اسر ثلاثة اخرين في الاعتداء على مجمع الغاز الذي انتهى السبت بعد اقتحام القوات الخاصة الجزائرية للمجمع. وقالت الجزائر ان قواتها الخاصة تمكنت من تحرير 685 جزائريا و107 اجنبيا، معظمهم الخميس في عملية الانقاذ الاولى.
وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال قال إن هجوم الإسلاميين على منشأة الغاز المترامية الاطراف في جنوب الجزائر والتي تسببت في أسوأ أزمة للرهائن في العالم منذ سنوات تم التخطيط له في مالي ونسقته شخصية كندية غامضة لا يعرف من اسمه سوى شداد.
وبعد ستة أيام من اقتحام نحو 40 مقاتلا المنشأة في مكان ليس بعيدا عن الحدود مع ليبيا ورد الجزائر بعملية عسكرية شاملة لقتل المهاجمين او اعتقالهم بدأت تتضح صورة ما حدث.
وفي حين أن بعض الرهائن فروا في المراحل الأولى من الأزمة فسرعان ما تلاشت آمال عشرات آخرين بمجرد أن قرر الجيش الجزائري مهاجمة محتجزي الرهائن.
ولقي عاملون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان ورومانيا والنرويج والفلبين حتفهم أو فقدوا وبلغ إجمالي عدد القتلى من الرهائن والمهاجمين 67 وربما يرتفع العدد بواقع يصل إلى خمسة.
يسرد من فروا من عملية احتجاز الرهائن حكايات مروعة. تحدث بريطاني عن كيف أن المهاجمين وضعوا مواد متفجرة حول رقبته ووثقوا يديه ووضعوا شريطا لاصقا على فمه. واختبأ آخر لمدة اكثر من يوم ونصف اليوم تحت فراشه بينما كان المقاتلون الإسلاميون يفتشون المجمع السكني للعاملين.
وقال رئيس وزراء الجزائر إن المؤامرة تم التخطيط لها في مالي وسافر المهاجمون عبر النيجر وليبيا قبل التسلل إلى الجزائر.
وقال سلال إن هناك انباء عن أن المقاتلين جاءوا من مصر وموريتانيا والنيجر وتونس ومالي والجزائر وواحدا جاء من كندا. وكان الكندي الذي قيل ان اسمه شداد ينسق أعمال المهاجمين.
ربما بدت منشأة ان اميناس للغاز غير قابلة للاختراق بالنسبة لمن يعملون بها فهناك سور يطوقها وتقع على بعد مئات الكيلومترات من أي منطقة عمرانية كما ان الجيش الجزائري يقوم بدوريات عند مداخلها الصحراوية.
كان هذا سرابا.. فليبيا وهي دولة بوليسية سابقا تحولت إلى معرض مفتوح للأسلحة تقع على بعد نحو 80 كيلومترا فقط.
وقال مسؤول أمن جزائري لرويترز مستندا إلى ادلة من هواتف محمولة تم تتبعها واتضح انها تابعة للمقاتلين إن بعض المقاتلين الإسلاميين الذين اقتحموا المنشأة قبيل فجر الأربعاء اتخذوا مسارات المهربين عبر الحدود الليبية. وصل المتشددون على متن تسع سيارات تويوتا تحمل لوحات ليبية وألوان شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للنفط والغاز التي لها حصة في المنشأة كما قالت صحيفة الخبر الجزائرية اليومية.
والسهولة التي دخل بها المهاجمون المجمع السكني المحصن ومنشأة الغاز المجاورة لم تجعل الجزائريين يشكون كثيرا في أنه كان لديهم حلفاء من بين العاملين داخل الموقع.
وقال انيس رحماني رئيس تحرير صحيفة 'النهار' الجزائرية وهو كاتب في الشؤون الأمنية أن مسؤولين أطلعوه على احدث المعلومات 'حصلوا على تعاون من الداخل.. أنا متأكد.. ربما من سائقين أو حراس الأمن الذين ساعدوا الإرهابيين على الوصول إلى القاعدة'.
وأكد رئيس الوزراء أن سائقا كان يعمل من قبل في المنشأة كان يقدم المعلومات للمهاجمين.
وقال عاملون محليون فروا أثناء احتجاز الرهائن لرويترز إنهم رأوا المسلحين يتحركون في المنشأة بثقة وبدا أنهم يعرفونها ومستعدون جيدا.
وقال المتشددون إنهم قاموا بهذه العملية لوقف التدخل العسكري الفرنسي في مالي والذي بدأ في وقت سابق من الشهر الجاري لكن الصلة لم تتضح بعد.
ومن الممكن ان هذا الهجوم كان سيحدث بأي حال أو أن عملية الجيش الفرنسي كانت السبب المباشر لتنفيذ هجوم استند إلى استعدادات تمت في وقت سابق.
وعمل زعماء للمتشددين مثل طاهر بن شنب على إثارة استياء سكان الجنوب بسبب الطريقة التي يهيمن بها الأجانب وسكان الشمال على الوظائف التي تلقى رواتب مجزية في حقول النفط. وقالت السلطات إنه كان أحد قادة العملية وإنه قتل يوم الخميس.
وبن شنب كان مدرسا لمادة الرياضيات في مدرسة ثانوية في الخمسينات من العمر وقاد حركة الشباب الإسلامي في الجنوب. وقال رحماني الخبير الامني إنه انضم في هذه العملية إلى مختار بلمختار وهو من المجاهدين في أفغانستان وشخصية رئيسية في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والذي شكل جماعة جديدة أطلق عليها اسم الملثمين.
وأعلن بلمختار القائد العام الذي لم يكن حاضرا خلال الهجوم المسؤولية بالنيابة عن تنظيم القاعدة في عملية وصفها بأنها 'عملية فدائية مباركة'.
وقال رحماني إنه في حين أنه اتضح أن جماعة بن شنب انتقلت إلى ان اميناس من قاعدة داخل الجزائر فإن جماعة أخرى بقيادة أبو البراء جاءت من ليبيا فيما يبدو.
كان القائد الميداني للمجموعة مقاتل من النيجر يدعى عبد الرحمن النيجري كما قالت وسائل إعلام موريتانية. وقاد رجال جماعته إلى منشأة الغاز حيث يعتقد أنه لقي حفته في حين أن أبو البراء لقي حتفه في المجمع السكني.
وأشار رحماني الى ان بلمختار وهو بعين واحدة اشتهر بتهريب السجائر الى جانب كونه مقاتلا وان السكان المحليين كانوا يطلقون عليه اسم 'السيد مارلبورو' وأضاف 'يستخدمون الطرق الخلفية ذاتها مثل المهربين. هناك حاجة لمعرفة تامة بالصحراء (الكبرى) لتنفيذ العملية'.
ويقول تنظيم القاعدة إنه يسعى لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تتخطى الحدود المصطنعة في بلاد المغرب التي حددتها القوى الاستعمارية.
واعلنت وزارة الخارجية الرومانية وصول جثتي رومانيين قتلا خلال ازمة الرهائن في الجزائر، صباح الثلاثاء الى مطار اوتوبيني العسكري قرب بوخارست.
واقيم حفل ديني في المطار شاركت فيه عائلتا الرجلين ووزير الخارجية الروماني تيتوس كورلاتين وسفير الجزائر في بوخارست حبيب شوقي حمراوي، كما اضافت الوزارة.
واوضحت الوزارة في بيانها 'اعيدت الجثتان بناء على طلب وزارة الخارجية على متن طائرة عسكرية من نوع سي-27 سبارتان تابعة لوزارة الدفاع'.
وقدم كورلاتين الثلاثاء عرضا امام لجان السياسة الخارجية في البرلمان حول ازمة الرهائن وادارة السلطات الرومانية لوضع رعاياها.
وقتل رومانيان على اثر احتجاز الرهائن في منشأة ان اميناس للغاز وتم تحرير ثلاثة اخرين.
واعلنت النروج التي لم تحصل بعد على معلومات عن رعاياها الخمسة، الثلاثاء ارسال خبراء نروجيين في الطب الشرعي الى العاصمة الجزائرية للمساهمة اذا اقتضت الحاجة في التعرف الى ضحايا عملية اخذ الرهائن في ان اميناس.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال كييتل السيبوتانغن المتحدث باسم وزارة الخارجية النروجية، ان 'الشرطة الجنائية عرضت ارسال اختصاصيين والجزائر وافقت' على ذلك.
وقد وصل الخبراء الستة في الطب الشرعي الى العاصمة الجزائرية ليل الاثنين الثلاثاء مع عينات وراثية من شأنها تحديد احتمال وجود نروجيين مفقودين بين الجثث التي ما زال يتعين التعرف الى هوياتها.
واضاف المتحدث 'انهم جاهزون لأن يبدأوا عملهم اليوم اذا ما طلبت السلطات الجزائرية ذلك'.
وبعد ستة ايام على الهجوم الذي شنه ناشطون اسلاميون على منشأة ان اميناس التي تشارك في استثمارها مجموعة ستات اويل النروجية النفطية، تعرب النروج عن مزيد من القلق على مصير رعاياها الخمسة الذين لم تتسلم بعد معلومات عنهم.
وقال المدير العام لستات اويل هيلغي لوند الاثنين 'نأمل في الافضل لكننا نتخوف من الأسوأ'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق