الأربعاء، 16 يناير 2013

اسرائيل تكره الاسلام وتكره مرسي


الرئيس المصري محمد مرسي يتعرض حاليا لحملة 'مكارثية' شرسة يشنها اللوبي الاسرائيلي ضده، وصلت لدرجة البحث عن كل تصريحاته وخطبه السابقة التي تتعرض لليهود، وتوظيفها بشكل سافر لتشويه صورته تماما مثلما حدث ويحدث مع الكثير من العرب والمسلمين، والغربيين، بل وبعض اليهود الذين يرفضون العنصرية والسياسات الاسرائيلية البغيضة ضد الفلسطينيين في الارض المحتلة.
بالامس ادان البيت الابيض بقوة تصريحات ادلى بها الرئيس مرسي عام 2010، حين كان احد القياديين في جماعة الاخوان المسلمين واعتبرتها دوائر اسرائيلية ويهودية معادية للسامية.
المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال للصحافيين ان اللغة التي استخدمها الدكتور مرسي 'مهينة بشدة' وان المسؤولين الامريكيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق في هذا الشأن.
اللغة المهينة التي يتحدث عنها المتحدث باسم البيت الابيض تتمثل في القاء الرئيس مرسي قبل ثلاثة اعوام تقريبا خطابا كزعيم سياسي اسلامي حث فيه، على حد قول صحيفة 'نيويورك تايمز'، المصريين على تربية اولادهم واحفادهم على كراهية 'اليهود والصهاينة'، واضافت الصحيفة نفسها، انه وصف الصهاينة 'بانهم مصاصو دماء هاجموا الفلسطينيين، ومثيرو حروب واحفاد القردة والخنازير' في مقابلة تلفزيونية.
ما قاله الدكتور مرسي جاء صادما لليهود والصهاينة دون ادنى شك، والاوصاف التي اطلقها غير مقبولة في الغرب واسرائيل، حتى لو صدرت عنه وهو خارج السلطة ولا يتقلد اي مناصب رسمية، وادانة البيت الابيض لها متوقعة.
لا نجادل في حق البيت الابيض في اصدار مثل هذه الادانة، ولكن ما نجادل فيه هو عدم تعاطيه مع تصريحات يهودية واسرائيلية اكثر قسوة وعنصرية في حق العرب، تصدر عن شخصيات دينية يهودية تحتل مكانة بارزة وسط اتباعها.
وربما نفيد المتحدث باسم البيت الابيض ورئيسه بان الحاخام عوفاديا يوسف زعيم حزب شاس اليهودي المتشدد، وصف العرب بالحشرات، وتمنى ان يصاب الرئيس محمود عباس والفلسطينيون بوباء يقضي عليهم، علاوة على تصريحات اخرى ادلى بها رجال دين يهود لا نستطيع ذكرها لبذاءتها في هذه الصحيفة.
الحاخام عوفاديا يوسف يعتبر من اكثر الشخصيات اليهودية نفوذا في اسرائيل والعالم بأسره، وحزبه يحتل ما يقرب من العشرة مقاعد في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) ونوابه ممثلون في الحكومة الاسرائيلية.
اسرائيل وحلفاؤها في الغرب يستخدمون اتهام معاداة السامية لكل انسان ينتقد اسرائيل وعنصريتها وجرائم حربها ضد الفلسطينيين، وعدوانها على قطاع غزة وجنوب لبنان. فقبل اشهر اتهمت الاديب الالماني الكبير كونتر كراس بمعاداة السامية وشنت الجمعيات اليهودية الموالية لاسرائيل حملة شرسة ضده، وهو الفائز بجائزة نوبل في الادب، لانه قال ان اسرائيل اخطر من ايران عندما يتعلق الامر بتهديد السلام العالمي. وقبل اسبوع تعرض الكاتب والناشر الالماني ياكوب اوغشتاين لحملة مماثلة تمثلت في وضع اسمه على القائمة السنوية التي تضم اكثر عشرة اشخاص عداء للسامية واسرائيل في العالم، والتي يصدرها مركز سيمون فازنتال اليهودي المطارد للنازيين. واوغشتاين هذا هو ابن مؤسس مجلة 'دير شبيغل' الالمانية المعروفة.
رئيس تحرير هذه المجلةْ يتعرض لاتهامات وحملات مماثلة مستمرة منذ سنوات، تهدف الى تحريض محطات تلفزة بريطانية وعالمية بسبب مقابلاته وكتاباته التي تفضح العنصرية الاسرائيلية والمجازر التي ترتكبها اسرائيل في قانا في جنوب لبنان وفي قطاع غزة.
حملة الابتزاز هذه التي تشنها منظمات يهودية موالية لاسرائيل يجب الا تؤثر في الرئيس مرسي، وتدفعه الى تقديم تنازلات للاسرائيليين، فالرئيس مرسي هو الذي توسط لوقف اطلاق النار بطلب اسرائيلي اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة وتعهد بدعم اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل.
في الوقت نفسه فاننا نطالب الادارة الامريكية بالنزاهة والمساواة والتصدي للحملات اليهودية المعادية للعرب ذات الطابع العنصري، فالعرب ايضا ساميون، اذا كانت فعلا تؤمن بالعدالة والانصاف واحترام كل الاجناس والطوائف والاديان بالقدر نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق