السبت، 12 يناير 2013

البرادعي عميل امريكا ابنته تتعرى على الشاطئ وتنشر صورها ولا يعارض..ويهاجم التيار الاسلامي

'ما أشبه الليلة بالبارحة'، فقد قامت الثورة في مصر، وحكم المجلس العسكري ومن بعده الإخوان، وحملة الإبادة الإعلامية ضد الدكتور محمد البرادعي لم تتوقف!
البارحة لا تريد أن ترحل، وفي يوم 25 من يناير من العام الماضي، كنت ضيفاً على احدى قنوات التلفزيون المصري، ووجدت هجوماً حاداً على من جاءوا الى ميدان التحرير لاستكمال الثورة، وكان الضيف الآخر نائباً بجماعة الإخوان، التي كانت في تحالف مع العسكر، فشارك في مهمة الهجوم، ووجدت نفسي في أجواء معادية، فقلت: 'ما أشبه الليلة بالبارحة'، فقد كان تلفزيون البلاد يواصل مهمة التشهير بالثورة والثوار، ليذكرنا هذا بدوره الرائد منذ قيامها، عندما كان هذا التلفزيون يروج لحدوتة التمويل الأجنبي، و'وجبات كنتاكي' التي توزع على الثوار، وقد قيل أنه يتم توزيع خمسين دولاراً أمريكيا على كل رأس، وكنت حينها أتمنى أن يتم التعامل باليورو.
لقد كنا بمناسبة الذكرى الأولى للثورة أمام هجوم حاد يقوده الإعلام الرسمي، فلم يتغير شيء، ربما التغيير الذي طرأ في عدم ذكر 'وجبات كنتاكي'، وان كان الاتهام بالعمالة للخارج ظل مشهراً، كما أن الجديد كان في مشاركة الإخوان في الحملة، وفي تغير 'الكفيل'، فمن قبل كان 'الكفيل' هو حسني مبارك، وفي هذا الوقت صار 'الكفيل' هو من كلفه مبارك بحكم البلاد.
لم أكن منصفاً بإطلاق عندما قلت في وصف الحالة: 'ما أشبه الليلة بالبارحة'، فلم يكن مسموحاً لأمثالي في البارحة، أن يأتي ويتكلم، ويدافع عن الثوار، ولا يقلل من هذا الانجاز، أن المذيعة وكانت في الحجم العائلي، وفي حجم ليلي علوي في فيلم 'بحب السيما' كادت أن تلتهمني، وفي السجال نسيت أنها امرأة، لدرجة أن السيدة حرمنا اتهمتني اتهاماً ظالماً بأنني لا أجيد التعامل مع النساء، مع أنني في البرنامج ومن هول ما شاهدت، كدت اطلب 'بوليس النجدة' ليضمن أمني الشخصي، في مواجهة هذا الكائن العنيف.
الأمر مرشح في هذه الأيام للتكرار، فهناك دعوة لاستكمال الثورة في يوم 25 يناير الجاري، بمناسبة الذكري السنوية الثانية لثورتنا المجيدة، وأنا مع أن يكون الحضور احتفالياً، لأنني من المؤمنين بأن من جاء بصندوق الانتخابات لا يغادر إلا بالصندوق، لكن هناك من لا يؤمنون بذلك، وبالتالي فان الاتهام بالعمالة والخيانة جاهز سيطلق عليهم عبر وسائل الإعلام الموالية، وان كنت استبعد أن يشارك التلفزيون الرسمي في الحملة، فوزير الإعلام الحالي ليس ميالاً لخطاب التخوين، ولن أزيد حتي لا اتهم في موضوعيتي، ومنذ أن تم تنصيب صلاح عبد المقصود وزيراً، وهناك من يتهمني بأنني رقيق معه، وفي المقابل فان الوزير نفسه ما أن يراني في محفل حتي يعلن على رؤوس الأشهاد أنني أهاجمه.
فضائيات السلفيين ستقوم حتماً بما لن يقوم التلفزيون الرسمي به، وهي جاهزة لأن تتهم الخصوم بالعمالة، والكفر، والزندقة، والإلحاد، وواحد من أصحاب هذه القنوات قال مخاطباً باسم يوسف ومهدداً له: 'إياك ان تظن أنني شيخ.. أنا لست بشيخ.. أنا صحافي وإعلامي، وأستطيع أن امسح بك البلاط، ويمكنني أن افعل فيك ما لا تتوقعه أو تتخيله'. وكان الغموض في الأمر كاشفاً عن التوضيح، وفي اللقاء الثاني لفضيلته أظهر باسم بالنقاب ليؤكد كيف أنه فتى أمرد وأجمل من ليلى علوي، ومن ثم أنه يجب أن يرتدي النقاب، وبحسب المزاج الصحراوي فان المذكورة هي رمز الجمال والجودة، وقد كانت عائشة بنت طلحة من أجمل نساء العرب، ذلك بأنها كانت 'إذا أضجعت على جانبها، وبركت خلفها البخت لم ير جليسها ما برك خلفها'، فضخامة الجسد عند العرب هي رمز الأنوثة والحيوية!

الغضب على باسم
الإسلاميون غاضبون على باسم يوسف، لكن الإخوان يكتفون بالتشهير به على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ان هاجم برنامج النهضة في حلقته الأولي من برنامجه 'البرنامج' على قناة 'سي بي سي'، ومنذ ان انتقد خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسي، لكنهم تركوا مهمة حرب تكسير العظام بيد السلفيين. والسلفيون دائماً يتحدونه بأنه لن يستطيع أن يعامل قساً او راهباً بنفس معاملته لشيوخهم، وفي الحلقة الأخيرة سخر من حمدين صباحي، وغيره من المحسوبين على المعارضة، ليؤكد على موضوعيته، لكنهم عادوا يتحدثون عن عدم قدرته على الهجوم على القساوسة والرهبان.
في الواقع فان هذا مردود عليه، بان باسم يوسف لم يتعرض لرجال المؤسسة الدينية الرسمية بالنسبة للمسلمين وهي الأزهر الشريف، وعندما يتعرض لهم فانه يصبح من الضرورة ان نطالبه أن يتحلى بالشجاعة الأدبية ويقترب من رجالات المؤسسة الدينية الرسمية الأخرى، بيد أن مشكلة القوم أنهم يريدون أن يتركوا قال الله وقال الرسول ويلقون بأنفسهم في بحور السياسة وأن يسلموا من البلل، ويعيدون ويزيدون في عبارات فقدت معناها بدخولهم الى ساحة الخطأ والصواب منتقلين من ميدان الحلال والحرام، مثل القول: 'إن لحوم العلماء مسمومة'.
الفضائيات السلفية تولت عن الإخوان مهمة الإساءة الى خصومهم، وباعتبارهم خصوماً مشتركين، وكما قيل: ' إن المصائب يجمعن المصابينا'، وكما كان النظام البائد يقدم للإخوان على أنهم فزاعة، فالإخوان يستخدمون السلفيين فزاعة، لكي يقولون لنا ان البديل لهم هم أكلة لحوم البشر، وجماعة اغرب عن وجهي وإلا ضربتك بالدرة على عنقك يا ابن العانس.
الفضائيات السلفية تقيم هذه الأيام ' فرح العمدة' بكلام أحد الذين أكرمهم الرئيس محمد مرسي بتعيينه عضواً في مجلس الشورى، على الرغم من انه كان من القلائل الذين ينادون مبارك بـ 'اونكل'، وعلي رأسهم يوسف بطرس غالي وزير المالية في عهده والهارب الآن في مدينة الضباب.
الرئيس محمد مرسي رجل كريم، والدليل على هذا أنه مكن خمسة من الفلول من عضوية مجلس الشورى، ومخالفاً لدستور رعاه ودافع عنه، وقبل ساعات من إقراره، والدستور نص على العزل السياسي لأمثال هؤلاء.
لا بأس إذن ان عين الرئيس هذا الشخص، لأنه يعلم انه كأبي سفيان يحب الفخر، فلم يكذب خبراً، وبمجرد أن شمله الرئيس بعطفه وإحسانه وعينه في مجلس الشورى، انتقل يهاجم البرادعي، فقد ظهر على احدى الفضائيات يقول ان القوى الوطنية اجتمعت يوم 28 يناير 2011، وهو اليوم الأول للثورة رسمياً، في مكتب أيمن نور وقررت اختيار البرادعي رئيساً، ووافقت على ذلك سفارات الدول الأجنبية.
لم يقل الفتى من حضر الاجتماع من القوى الوطنية غير سيادته، وغير أيمن نور المتحالف مع الإخوان، الذي كان ضمن جبهة الإنقاذ، وانسحب من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بسبب ما وصفه بالهيمنة الاخوانية عليها، وما أن لوح له الرئيس بدعوة الى القصر الجمهوري حتي هرول الى هناك، وعلى قاعدة 'دعاني لبيته'، وقد تم تعيين ستة من رجاله في مجلس الشورى، بمكرمة رئاسية، وانخرط على اثر هذا في تحالف مع جماعة الإخوان!
يوم 28 يناير كان يوم 'كر وفر'، وقد كنت من الذين يحاولون دخول ميدان التحرير، من ناحية باب اللوق فكنا نواجه بالقنابل والرصاص المطاطي منطلقاً من كل مكان، فنعيد الكرة ونفشل، وكنا نركز أحيانا على الدخول من الحلقة الأضعف وهي من شارع صبري أبو علم الذي سيقودنا الى ميدان طلعت حرب، حيث مكتب أيمن نور، على الرغم من أنه ستكون أمامنا مهمة صعبة الى ميدان التحرير، على العكس من ناحية باب اللوق الذي إذا نجحت المحاولات فسنكون في التحرير مباشرة.
ولم نتمكن من دخول ميدان طلعت حرب، حيث مكتب أيمن نور إلا بعد المغرب وعندما دخلنا كان هذا إعلان انهيار جهاز الشرطة إلا قليلاً، ولم تكن ليلتها ليلة اجتماعات، ولم تكن أي قوى سياسية تملك شرعية القرار، إذ كانت حركة الشارع أقوى من الجميع.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
لا يصلح للرئاسة
الحديث عن أن القوى الوطنية اجتمعت واختارت البرادعي يأتي في سياق التأكيد على أن البرادعي لا يصلح لرئاسة الجمهورية، فعلي الرغم من هذا الاختيار إلا انه اختفى، فضلاً عن أن القول بأن سفارات الدول الأجنبية وافقت على هذا الاختيار دليل على العمالة، والدليل هو موافقة هذه الدول عليه.
البرنامج الذي كان يستضيف أبي سفيان، لم يحاصره بالأسئلة من نوعية من حضر الاجتماع من القوى الوطنية؟، ثم يتم الاتصال بها، والاتصال بأيمن نور نفسه للوقوف على صحة هذا ا لكلام، لكن جرى تمرير ما قيل بهدوء على خطورته، لتحتفي به الفضائيات السلفية باعتباره رمية بغير رام، وقد أسقطوا أمراً إلهياً هو التبين، فأصابوا رجلاً بجهالة، لكن من الواضح انه في الحروب السياسية، يصبح لا قيمة للقيم الدينية.
بثقة العالم ببواطن الأمور كشف صاحبنا سراً، لم تتمكن أجهزة الدولة في العهدين: السابق والحالي أن تكشفه، يتمثل في أن البرادعي يحمل جواز سفر نمساوي، وأن زوجته تحمل جنسية دولة أجنبية لم يسمها، وهذا هو سبب عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، وكان هذا على قناة 'التحرير'.
في ' التحرير' قال صاحبنا إن البرادعي يحمل الجنسية النمساوية، وان زوجته تحمل جنسية دولة أجنبية، لم يسمها، وفي 'سي بي سي'، اختلفت القناة والمذيع فاختلف الكلام وان كان الضيف واحداً، والذي قال ان سبب عدم ترشح البرادعي ان زوجته تحمل الجنسية النمساوية، ولا ذكر لجنسية البرادعي النمساوية.
وعلي الرغم من هذا التناقض إلا أن قناة 'الناس' السلفية، احتفلت بما قال، وعرضت اللقطتين في حملة تشويه البرادعي، الذي ذهب نظام وجاء نظام، وظل هو العدو، الذي يباح نهشه دون الالتزام بقيم أو بقواعد أدب الاختلاف.
نفس الكلام الذي كان يقوله إعلام النظام البائد يردده أنصار الحكم الحالي، فالبرادعي هو الذي دمر العراق، وهو العميل الأمريكي المعتبر، وهو عدو الإسلام الأول، وقد كان الإخوان من قبل هم حلفائه، ويتعلقون في أهدابه، ويدفعونه لقيادة حركة النضال ضد النظام البائد، في وقت كانت فيه هذه الاتهامات تكال، فلم يجد عليه جديد من يومها الى الآن و منذ أن قالوا أن الرئيس محمد مرسي قد اختاره رئيسا لأول حكومة له وانه رفض، وهو ما تبين عدم صدقه وهو كلام كان يروج للاستهلاك المحلي، وهل يختار الرئيس لرئاسة حكومته عميلاً؟!
الجديد أن الرجل في الجبهة الاخرى بعد أن علم كل أناس مشربهم، لذا فالانقلاب الاخواني له ما يبرره.
أما السلفيون فالموقف لم يتغير من البرادعي، فهم كانوا يهاجمونه في السابق ويهاجمونه الآن، وفي السابق لأنه خرج على طاعة الحاكم الصالح حسني مبارك، والآن لأنه خرج على طاعة الحاكم الصالح محمد مرسي، ولا يجوز سلفياً الخروج على الحاكم وان أكل مالك وجلد ظهرك.
انه ليس منزلاً انزله لهم الله، فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه.. ولكنه الرأي والحرب والمكيدة.
فما أشبه الليلة بالبارحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق