الخميس، 3 يناير 2013

60000--عدد الشهداء الذين سقطوا جراء الصدامات الدائرة حاليا في سورية فاق الستين الفا


اعلنت الامم المتحدة يوم امس ان عدد الشهداء الذين سقطوا جراء الصدامات الدائرة حاليا في سورية فاق الستين الفا، وهذا رقم مرعب بكل المقاييس، ومن المقرر ان يتضاعف عدة مرات اذا لم يتم وقف فوري لاطلاق النار.
في الماضي كانت تقارير الامم المتحدة تقدر اعداد القتلى بحدود اربعين الفا، لكن دراسة جديدة اجريت من قبل باحثين محايدين اكدت ان هذا الرقم اقل من الارقام الحقيقية بكثير، وان الرقم الحقيقي هو ستون الفا وفق ما اعلنته السيدة نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة.
من المؤلم ان ارقام الشهداء في هذا الصراع الدموي لم تعد تثير اهتمام الرأي العام العالمي او تشكل ضغطا على الاطراف المتورطة فيه من اجل البحث عن حل سياسي يضع حدا لآلة القتل والدمار.
لا نتردد لحظة في تحميل النظام الحاكم في دمشق المسؤولية الاكبر عن هذا الوضع الدموي الخطير، ولكن المهم الآن هو وقف اعمال سفك الدماء بعد ان وصلت معدلاتها اليومية الى حوالي مئتي شهيد على الاقل.
الازمة السورية اوشكت على دخول عامها الثاني، وكل الانباء التي ترددت طوال الاشهر العشرين الماضية حول قرب سقوط النظام ثبت عدم وقتها، وكان الهدف من ترديدها هو بيع الوهم للشعب السوري الذي يدفع الثمن الاكبر من دماء ابنائه وتشريد اكثر من اربعة ملايين انسان باتوا بلا مأوى، واذا حصل البعض منهم على هذا المأوى في مخيمات اللجوء في دول الجوار مثل الاردن وتركيا، فانه خيمة بائسة وسط صحراء قاحلة لا تصلح للعيش البشري.
السيد الاخضر الابراهيمي الامين العام للامم المتحدة حذر من 'جحيم' اذا ما لم يتم التوصل الى حل سياسي ينهي الازمة، ويقود الى انتقال سلمي للسلطة من خلال اقامة حكومة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة وحقيقية، ولكن تحذيراته هذه لم تجد اذانا صاغية سواء من الحكومة او المعارضة.
'الصوملة' بدأت في سورية، وبشكل اكثر خطورة مما كان يحدث في الصومال صاحب الطبعة الاصلية لهذا التوصيف، فالبلاد تشهد حاليا فوضى دموية، وحالة من التفتيت الجغرافي والديمغرافي معا، وبدأ لوردات الحرب يسيطرون على جيوب هنا وهناك يمارسون فيها احكامهم، وبعض هؤلاء من الحكومة او جهات محسوبة عليها والبعض الآخر من المعارضة.
العالم الخارجي يقف متفرجا، وكأنه يريد لهذه الازمة ان تستمر حتى يفنى الشعب السوري عن بكرة ابيه، ويستنزف الجيش، وتتقسم سورية الى كانتونات طائفية، متصارعة، ومن المؤسف ان دولا عربية، وانطلاقا من نزعات ثأرية تساهم بتأجيج هذا الصراع الدموي سواء بارسال الاموال والاسلحة، او بالتحشيد الاعلامي الطائفي، وترفض في الوقت نفسه ان ترسل جنديا واحدا من جنودها من اجل مساعدة المعارضة التي تدعي دعمها.
العام الجديد سيكون عاما اكثر دموية لسورية وشعبها، نقولها وفي الحلق مرارة العلقم، فالهدف هو تدمير سورية كوطن قوي شارك بفاعلية في الانتصار لقضايا امته، وصنع تاريخا ناصعا لها على مدى العصور، ومنذ الفتح الاسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق